مُستلهمة من رسائل يسوع في المجلدات من أجل سعادة خاصتي ومختاريّ. يسوع
إعداد غي فرومي دي روزني
يا صغيري العزيز،
يا صغيرتي العزيزة،
"بما أنني أحبك، أزيل عنك ثقل همومك. لقد فعلتَ ما بوسعك، فدعني الآن أتصرف من خلال الآخرين؛ ثق بي، انسَ ما يشغلك. سوف ألهمك في الوقت المناسب إذا يجب عليك فعلًا أن تتصرف من جديد." (المجلد الأول، رسالة ٢٥)
"لا يمكنك أن تكون مخلصًا لي بالكامل إذا في كل مرة أطلب منك أن تقوم بخطوة، كنتَ منشغلًا بما سوف يظنّه أو يقوله الناس. فيجب أن يختفي كلّيًّا هذا الانشغال من ذهنك ليحلّ مكانه هم واحد، وهو أن تكون مخلصًا لي في أدق التفاصيل.
قد يبدو ذلك صعبًا بالنسبة لك؛ إن كنتَ متروكًا لنفسك، فأنت على حق، قد يكون ذلك صعبًا جدًّا. ولكن بما أنه عملي وليس عملك، يصبح الأمر سهلًا. إني أنا الذي أقطع كل الروابط بموافقتك، وإضافةً إلى ذلك، إني أنا الذي ألهمك في أدق التفاصيل.
لقد قلت لك أنني أريد أن أصير واحدًا معك، كما أنا واحد مع الآب، وأنك لن تكون أنت الذي تحيا، بل أنا الذي أحيا في داخلك." (المجلد الأول، رسالة ٤٨)
"يا صغيري، عد إليّ، وجّه نظرك نحوي أكثر.
فأنت تدع القلق على الأمور يلهيك بسهولة. تنشغل بها وكأن كلَّ شيء مستند عليك، في حين أن كل الأمور تستند عليّ أنا، إلهك.
تذكر ما قلته لك: إني أهتم بأدق التفاصيل؛ أخذتك على عاتقي؛ لقد وجدتَ نعمة في عينيّ؛ أنت مختار مني، وأنت صغيري الذي أحبّه وأعزّه." (المجلد الأول، رسالة ٥٢)
" أن تصبح الحب يعني أن تكون في علاقة حميمة معي باستمرار، منقطعًا عن هموم العالم. لقد قلتُ "همومًا"، ولم أقل أنه ليس عليك أن تعمل في العالم. ما أريد أن أعلمك إياه هو أن تميّز بشكل جيد بين العمل والهم.
فالعمل يعني سلوكِيّاتك، بينما الهم يشغل قلبك. أما أنا، فهو قلبك الذي أريده كليًّا لي.
إني أعلم جيّدًا أنك بنفسك، لا تستطيع ذلك؛ إنه عملي وليس عملك. لكني بحاجة إلى موافقتك، كما أريدك أن تعلم بوضوح ما تعنيه موافقتك بـ "نعم"." (المجلد الأول، رسالة ٥٢)
"أحب أن أراك طيّعًا؛ ومكافأةً لوداعتك، أضم قلبك إلى قلبي وقلب أمي القديسة. إني آخذ تعبك وقلقك بشأن الأحداث التي تتسارع من حولك.
ألم أقل لك أنني سأعمل بسرعة؟ ألقِ عليّ همومك، وسأجعلها همومي حتى يكون قلبك كلّيًا لي.
أنت الآن في مدرستي. لديك كل شيء لتتعلّمه، فابق مصغيًا إليّ وفكّر في حبي لك واستمر في النظر إليّ ودع نفسك تُحَب وابقَ صغيرًا. ففي تصاغرك، راحتي وحبي يختبئان.
إني أعطيك إيمانًا أكبر. تقبّله لا باستحقاقاتك، بل بنعمتي وحبي. إني أعطيك سلامي. فأنا إله غيور؛ أريدك لي بالكامل، حتى عندما يكون هناك نشاط كبير من حولك." (المجلد الأول، رسالة ٥٥)
"إن فرحي دائمًا عظيم جدًّا عندما أضمك إلى قلبي. إني آخذ منك كل ما هو ثقيلٌ بالنسبة لك، مثل تعبِك وهمومك وخوفك وقلقك وعيوبك السابقة.
إني أحررك من جميع هذه الأحمال التي تمنعك من أن تكون كليًّا لي، وأملأ كل هذه الفراغات بحبي وفرحي وسلامي." (المجلد الأول، رسالة ٥٦)
"أعطني همومك وقلقك. عندما تعطيني همًّا، يصبح همّي، وأستفيد منه لأقطع روابطًا أخرى من حولك. وهكذا تصبح حرًّا في داخلك.
فهذه الحرية الداخلية تسمح لك بأن تدخل في علاقة معي وأن تكتشف كم أنت محبوب مني وأن تنال حبي وأن تصبح الحب." (المجلد الأول، رسالة ٥٨)
"في هذا الوقت المميز لك الذي تنقطع فيه عن الهموم اليومية، أريدك أن
- تتمكن من أن تتذوق أكثر ما ينتجه حضوري فيك،
- أن تتعلم أن تبقي نظرك متجهًا نحوي دائمًا،
- أن تلقي عليّ كل ما تصادفه حتى أدق التفاصيل،
- أن تثق تمامًا بأنني سأتصرّف لخيرك في الوقت المناسب.
تحوّل إلى شاهد على عملي وأنت في حالة إعجاب وسعادة وفرح يوبيلي.
فحالة الوجود هذه تسمح لك بالدخول في علاقة حميمة أكثر معي، وأن تبقى في حضرتي باستمرار. وهكذا، يتم بناء ما كنت أرغب فيه دائمًا بيننا: علاقة حب حقيقية لا تتوقف عن النمو والتطور والازدياد وتحقيق الكمال." (المجلد الأول، رسالة ٦١)
"أن تكون عيونك شاخصة إلى الحب يعني أن تتخلّص باستمرار من كل الهموم والمخاوف، لأنها تُعطى في الحال إلى الحب
- الذي يجعلها همومه ومخاوفه
- الذي يلهمك في اللحظة المناسبة بالأقوال والأفعال التي يجب القيام بها؛
- الذي يلهم أيضًا الآخرين المعنيين بهذا الهم أو القلق؛
- أو يلهم الذين يمكنهم أن يكونوا الأداة المختارة من الرب من أجل حل هذا الهم أو القلق." (المجلد الأول، رسالة ٦٣)
"يا صغيري، كم أحب أن أراك صغيرًا جدًّا، مسلّمًا لي همومك ما إن تصادفها.
ففي الحال أجعلها همومي، أما أنت، فانظر جيّدًا كيف سأجعلها تختفي حتى يكون قلبك متجهًا كليًّا نحوي.
اليوم أيضًا، ستكون شاهدًا على عملي.
افتح قلبك جيّدًا لتتقبّل الأشياء الحسنة والجميلة التي أحفظها لك.
ابق في حالة ابتهاج وتسبيح." (المجلد الأول، رسالة ٦٧)
"إني أتقبّل موافقاتك التي تسمح لي بقطع روابط أخرى على مستوى عقلك تمنعك من العيش بملء على مستوى قلبك.
استمر بإعطائي كل همومك ما إن تصادفها.
ما عليك أن تبحث عن الحل، بل أن تنتظر حتى تُلهَم به.
هذا هو عبور كبير لك، يا من أمضيت جزءًا كبيرًا من حياتك وأنت تبحث عن حلول للمشاكل التي صادفتها. إضافةً إلى ذلك، لقد نمّيتَ ثقة بحلولك.
يجب أن تتخلّى عن هذه الطريقة في العمل والتفكير لتنتظر أن تُلهَم بحلّي أنا، وهو سيُعطى لك في الوقت المناسب. ثق بي. أعدك بذلك.
فكيف يمكنك أن تقوم بعملي إن لم أكن أنا الذي ألهمك، وإن كنت أنا الذي ألهمك أو الذي أقرر أن ألهم شخصًا آخر ليعطيك الحل، لماذا قد يكون ضروريًّا أن تتعب نفسك في إيجاد الحل المناسب بما أنه لن يأتي منك، بل مني أنا.
بتحوّلك إلى حب، ما عليك إلا أن تدع الحب يتولّى أمرك ويعطيك حلول للمشاكل التي تصادفها." (المجلد الأول، رسالة ٦٩)
"لا تخف، يا صغيري، فالسماوات مفتوحة ولديك كل المساعدة اللازمة. اثبت في حب الآب وتصرف بحسب إلهامك وإلهامه. ألق عليه همومك ما إن تشعر بها واسأله باستمرار ومهما كانت الظروف عما يرغب فيه وتقدم في الإيمان. إنه معك ومن حولك وفي داخلك.
إني أقف إلى جانبك مع أمي القديسة التي بسطت رداءها الكبير لتحميك. وإن جيش من الملائكة يرافقك." (المجلد الأول، رسالة ٧٢)
"استمر بتسليم الآب همومك ما إن تصادفها وابقِ قلبك متّجهًا نحو الحب.
بعد كل يوم، خصص وقتًا لتنظر جيدًا إلى كيف يتم إرشادك وكيف يتم إلهام الأشخاص الذين تتعامل معهم، حتى يتحقق مخطط الآب بالكامل.
ابق في حالة اندهاش وتسبيح وشكر لكونك شاهدًا على عمله وبالأخص على التحوّلات التي تحدث في داخلك.
ما يسمح لك الآب بعيشه خارج نفسك ليس له إلا هدف واحد: وهو تحويل داخلك. إن الطريق الذي يستخدمه لك هو مختلف عن الذي يستخدمه للآخرين. لذلك تجنّب القيام بمقارنات؛ إنها عقيمة تمامًا وغالبًا ما تكون مضرّة باكتشاف الطريق الذي رسمه لك، لأنه مميز كما أنت مميز." (المجلد الأول، رسالة ٧٤)
"يا صغيري، دع نفسك تُحَب. ليس لديك ما تخشاه لأنني قلت لك أنك وجدت نعمة في عينيّ.
تذكر أنني أتولى كل أمورِك وهمومك. أجعلها أموري وهمومي لأنك أعطيتني كل شيء وأعطيتني موافقتك الكاملة وغير المشروطة. لا تنس أبدًا أنني إله المستحيل.
فقط لأنني أسلك طريقًا مختلفًا لك لا يعني أنني لا أقودك إلى المكان الصحيح. فذلك بكل بساطة لأن رسالتك مختلفة." (المجلد الأول، رسالة ٧٥)
"إن الصعوبات التي تواجهها في العيش باستمرار داخل ذاتك وفي عدم انشغالك بالأمور الخارجية سوف تختفي أمام الحب، كما ترى الثلج يختفي أمام شمس الربيع.
تأمّل في هذه الصورة: إن الأرض عاجزة عن إخفاء الثلج الذي يغطيها؛ وحدهما الشمس والحرارة تملكان هذه القدرة. ولكن عندما تبدأ الشمس عملها، يختفي الثلج بسرعة. أنت مثل هذه الأرض، وهمومك كالثلج، والحب كالشمس، لكن الفرقَ هو أنه عليك إعطاءُ موافقتك لكي يبدأ الحب عمله. كما لو كان على الأرض أن تعطي موافقتها قبل أن تمارس الشمس قوتها.
إنك تعتقد أنه بالتحرّر من الأمور الخارجية ستختفي الهموم وسيستطيع قلبك أن يعيش معتمدًا على الحب. لكن الواقع مختلف تمامًا، لأنه قلبك المعتمد على الحب هو الذي سيجعل الهموم من الخارج تختفي.
تقبّل واعترف بأنك لا شيء، وسوف ينفجر الحب بقدرته الكلية.
لا تخف، فقد حلّ عليك الربيع. لقد بدأ الحب عمله وسوف تذوب همومك مثل الثلج تحت الشمس.
في كل مرة تكون منشغلًا بهمومك، بدلًا من البحث عن الحلول، عد إلى داخلك، عد إلى عجزك، عد إلى صغرك، وعندئذٍ سيعمل الحب بسرعة، إما بواسطة الناس من حولك أو بإلهامك بوضوح وبقوة وبشكل قاطع. أما أنت فلن يكون عليك إلا أن تمجّد الآب. عليك أن تتعلم ألا تعمل بنفسك بعد الآن، بل أن تدع الحب يَهديك دائمًا." (المجلد الأول، رسالة ٨٠)
"اعلم أنك في كل مرة تشعر باضطراب خارجي، يستولي عليك القلق والهم؛ وعندما ترجع إلي، تكتشف السلام والفرح.
عليك أن تنتقل من أحدهما إلى الآخر كي تكتشف الفرق بينهما بشكل عميق.
عليك أن تتألم أحيانًا لكونك في الخارج كي ترغب في العيش كلّيًّا في الداخل، في أعماق قلبك، أي في حبي.
عندما ينتهي العبور الكبير الذي كلّمتك عنه، ستكون دائمًا في حبي. فلن يكون للأمور الخارجية التأثير نفسه عليك.
تقبل حبي. خذ الوقت الكافي لتدع نفسك تُحَب. في لحظات همومك وقلقك، تذكّر وكرّر: "لأن الحب يحبني، إني أصبح الحب". (المجلد الأول، رسالة ٩٠)
"لا يجب أن يكون لديك أيّ هم أو قلق لكونك عالم أن أباك الذي يحبك بشكل جنوني يهتم بكل شيء حتى أدق التفاصيل.
وحتى تتأكد من ذلك، انظر إلى ما عشتَه خلال الفترات الأخيرة. كلما كان إيمانك أكبر، سلمتَ ذاتك أكثر واستطاع الآب أن يعمل أكثر ليحررك ويملأك.
طوبى لك لأنك وجدت نعمة، ولأنك تعيد إعطاء موافقتك باستمرار على أن تدع الحب يسود عليك وأن تصبح الحب! أريدك أن تكون شاهدًا على الحب وعلى عمل الآب. فتتحول همومك إلى تسبيح وشكران." (المجلد الأول، رسالة ٩١)
"يا صغيري، أسرعُ إليك. آخذك بين ذراعي وفي الوقت نفسه، آخذ كل همومك؛ إنها تصبح همومي. ليس لديك ما تخشاه؛ استرح على قلبي، دع نفسك تُحَب، انسَ ما يحدث خارج ذاتك لألا تعيش إلا من الداخل معي وفيّ." (المجلد الأول، رسالة ٩٣)
"أينما كنت. مهما كانت همومك. مهما كان بعدك عني.
وأنت، يا من تقرأ أو تسمع ما أمليه الآن، ما عليك إلا أن تقول:
- نعم أنا صغير جدًّا.
- نعم أعلم أنك تحبني.
- نعم أتقبل نعمك.
وستشعر بحضوري فيك. كلما كررت هذه الموافقات الثلاث، شعرت به أكثر وأصبحت الحب أكثر." (المجلد الأول، رسالة ١١٤)
"يا صغيري، أينما كنت ومهما فعلت، اقبل أنني دائمًا معك. سلّم إليّ أفراحك وعناءك، مشاغلك وهمومك، نجاحك أو فشلك. أودع كل شيء في قلبي. عليك أن تتخلص من كل شيء لتدخل في حبي. إن حبي الذي هو كل شيء يريد أن يحتل المكان كله." (المجلد الأول، رسالة ١١٩)
"يا صغيري، اقترب مني، أودع مرة أخرى أفكارك ومشاريعك وآراءك وهمومك في قلبي. فأنت ترى أنك بنفسك صغير جدًّا وضعيف جدًا ورقيق جدًا وهش جدًّا لكي تختار الطريق السليم. أنا هو من لدي مهمةُ قيادتك، بالاتحاد مع قلب الآب. إذًا خذ الوقت الكافي لتتوقف وتنظر إلى الوراء فترى كيف كنتَ مُرشَدًا.
ابق وديعًا. إنه دائمًا استعداد قلبك الذي يسمح لكيانك بأن يُرشَد مني. كلما تسمح له بأن يُرشَد، أصبحتَ الحب بسرعة أكبر." (المجلد الأول، رسالة ١٢٦)
"أطلب منك أن تثق بي أكثر. فهي هذه الثقة التي ستعطيك كل الوقت اللازم للحفاظ على هذه العلاقة الحميمة معي وللعمل بحسب طلباتي.
ليس عليك أن تركض بعد الآن. اسعَ إلى الحميمية معي. سلم لي باستمرار همومك أو المشكلة التي تواجهها (أو بالأحرى ما تظن أنه مشكلة لأنه في أغلب الأحيان، ما تسميه مشكلة ليس إلا بداية التحرر الذي أريد أن أصنعه لك).
دع نفسك تُرشَد، دع نفسك تُحَب. كلما أصبحتَ مرنًا، أصبحتَ أداة يمكنني استخدامها وشعرتَ بالفرح لكونك أمينًا لإجابتك بـ "نعم". وهذا بالرغم من كونك حرًّا لتجيب بـ "كلا" بعد تمييز جيد." (المجلد الأول، رسالة ١٢٧)
"يا ابني الحبيب، تعال لأحتضنك بين ذراعي. ألقِ عليّ كل همومك الشخصية وكذلك العائلية أو الاجتماعية أو الثقافية والسياسية والدينية. أعطني حملك وسترى أن نيري خفيف. فلو كنتَ تعرف حبي لك، لأحببتَ ذاتك كما خلقك أبي." (المجلد الأول، رسالة ١٣٥)
"يمكنك إذًا أن تستسلم دائمًا كليًّا لي أكثر فأكثر وتسلم إليّ جميع همومك وأفراحك وعنائك وآلامك ونجاحك. فأنت تدرك أنك بنفسك لست بشيء إن لم أكن أنا من أتصرف فيك وحولك ومن خلالك." (المجلد الأول، رسالة ١٤٧)
"إن التحضير الأساسي لكل شخص يعيش على هذه الأرض الآن هو تحضير قلبه. إن قلبًا مستعدًّا من أجل العودة العظيمة هو قلب حوّله الحب بالكامل، تسكنه دائمًا أفكار سلام وفرح وحب، وحيث ليس لديه مكان للأفكار السلبية بأي شكل، كالبغض والغضب والانتقام والتشهير وعدم تقبّل شخص (بغض النظر عن تصرّفه) والقلق والانشغالات بالأمور المادية والروحية، أو حتى تجاه نفسه: عدم تقبّل من هو.
إنه إذًا قلب مثاليّ من جميع النواحي؛ وهو أمر لا يمكن لأي شخص أن يحققه بنفسه. وحده الخالق له القدرة على أن يأتي ليكمّل أو يتمم خليقته. فكما أعطى حرية كبيرة جدًّا للكائن الذي خلقه بدافع حب، إنه ينتظر من هذا الكائن موافقة كاملة ونهائية وغير مشروطة.
ينتظر إجابة بـ "نعم" كبيرة في البداية، ثم العديد من الموافقات الصغيرة ليأتي ويقطع كل الروابط والعادات التي تمنع هذا الشخص من أن يصير كائن حب. وكذلك يجب على الشخص أن يعطي إجابات بـ "كلا" لكل ما هو معاكس للحب أو ما يمنعه من أن يصير أداةً وديعة ومرنة بين يدي الآب." (المجلد الأول، رسالة ١٦٢)
"يا صغيري، ما تعيشه الآن هو ما يجب عليك أن تعيشه حتى تدخل بعمق أكثر إلى ذاتك. لا تظن أنك تبتعد عني وأنك تتراجع على مستوى إيمانك بسبب همومك التي لا تنجح في التخلص منها كليًّا والتي تدور دائمًا في ذهنك. إن طرقي ليست طرقك، ودروبي ليست دروبك.
لقد أعطيتني موافقاتك وتعيد إعطائي إياها باستمرار. إنك تقبل أن تكرّس وقتًا لتدع نفسك تمتلئ وتُحَب مني، سواء من خلال الافخارستيا أو الصلاة أو السجود أو التأمل أو الابتهال. أنت تسلم لي باستمرار هذه الانشغالات أو الأفكار التي تستولي على ذهنك، والباقي ليس ملكك. أما أنا، فأعرف ما يجب عليك أن تعيشه كي تصير الكائن الذي يريدك الآب أن تكونه حتى تكتشف جمالك الأصلي.
الوقت ليس ملكك وعليك أن تكتشف بالتجربة عجزك وحدودك ووهنك وهشاشتك. وعليك بواسطة التجربة أن تكتشف قدرة الله الكلية ووجوده الكلي في أدق تفاصيل حياتك، في عالم الأعمال كما عند الأفراد وفي العائلة والكنيسة.
وجه نظرك نحوه أكثر، انظر إلى قدرته الكلية، انظر إلى رحمته، انظر إلى حبه. فبالنظر إليه، تحلّ الثقة مكان همومك وتصير أنت كائن حب أكثر فأكثر." (المجلد الأول، رسالة ١٨٧)
"يا صغيري، لو كنتَ تعلم الحب الذي يريد الآب أن يسكبه في القلوب اليوم بالذات، لتحوّلتَ بالكامل. لأصبحتَ صلاة طوال هذا اليوم، من أجل أن تنفتح القلوب لتتقبل الحب الذي يريد الآب أن يسكبه فيها.
لكنتَ متسوّلًا حتى ينفتح قلبك لألا تخسر هذا الكنز الثمين الذي يريد أن يعطيك إياه الآب اليوم بالذات. ليس غدًا ولا الأسبوع القادم ولا بعد ستة أشهر أو بعد سنة، بل اليوم، في هذه اللحظة نفسها، يريد الآب أن يملأك من حبه.
- هل أنت مستعد لتقبّله؟
- هل أنت مستعد أن تضع جانبًا كل همومك وأفراحك وعناءك؟
- هل أنت مستعد أن تعطيه كل ما يمنعك من أن تكون متفرّغًا بالكامل لتقبّل حبه؟
إني أسمع الموافقات العديدة التي تعطيني إياها من صميم قلبك، ودون أي تحفّظات. أنت تمتلئ في الحال وإنك تشعر بحبه. ابقِ هذا الانفتاح طوال هذا اليوم، وستصير الحب بسرعة." (المجلد الأول، رسالة ٢٠٨)
"يا صغيري، ابقَ على الدوام أكثر إصغاءً لي؛ وستكتشف أنني بالقرب منك أكثر فأكثر. ستكون أفكارك مُلهمة مني باستمرار لأنني أريدك كليًّا لي. فإذا كنتَ لي بالكامل، لا داعي للقلق بشأن أي شيء لأنني أنا من أحملك ومن ألهمُك ومن أرشدك ومن أقودك وأخيرًا من أنشط من خلالك.
إنه إذًا تحول كبير جدًّا جدًّا يحدث فيك الآن؛ إنك تدرك ذلك بشكل أو بآخر، وليس من المهم إذا كنت على علم بذلك أم لا. ما هو مهم هو أن تدع ذاتك تتغير، وأن تعيد إعطائي موافقتك باستمرار، وأن تعترف دائمًا بأنك أكثرُ صغرًا ومحبوبٌ مني أكثر.
هو الحب الذي يقوم بكل شيء عندما يتم إعطاؤه حرية التصرف. إنه يتولّى أمرك ويحوّلك بحسب صورته. وبمجرّد أن تصبح صورته مطبوعة جيدًا فيك، يتم زيارة عدة أشخاص في الخفاء كما في العلن، حتى يطلب موافقاتهم على أن يدعوا أنفسهم يتحوّلون دائمًا بحسب صورته. وسيستمر هذا الإجراء إلى حين تتحوّل الأرض بكاملها." (المجلد الثاني، رسالة ١٠)
"يا طفلي الصغير العزيز على قلبي، آه لو كنتَ تعلم فرحي لأن آتي كي أعوّض عن ضعفك. آه لو كنتَ تعلم كم إني أتولى كل المواقف أو الهموم بعد طلباتك المتتالية واستسلامك وموافقاتك. أنت على الطريق السليم الذي يقودك نحو الحب بملء. عليك أن تُدمِج الكائن الجديد الذي يُبنى في داخلك وتجعله يعيش، بل أن تدعه يعيش." (المجلد الثاني، رسالة ١١)
"أعد إعطائي همومك، فهي ليست ملكك، كما هو الحال بالنسبة للتعليقات.
كل شيء يأتي مني. كل شيء ملك لي. كل شيء يجب أن يعود إليّ.
أما أنت، فتقبّل حبي وكن شاهدًا على عملي." (المجلد الثاني، رسالة ١٧)
"لنبدأ بتلخيص ما سبق أن علمتك إياه:
- سلم لي كل همّ ما إن تصادفه.
- اعترف بعجزك وصغرك.
- تقبّل كل المواقف التي تصادفها.
- بارك الآب في كل مواقف حياتك إن كانت جيدة أم سيئة.
- ابقِ نظرك دائمًا متجهًا نحو الآب.
- توقّع كل شيء منه ومنه وحده، بغض النظر عن الوسيلة المُستخدَمة.
- اشكره على كل ما تتلقاه، بل اشكره مسبقًا على كل ما سيعطيك إياه.
- ليكن قلبك مستعدًّا دائمًا لتقبّل ما يريد إعطاءك إياه، بغض النظر عن الوسيلة وبغض النظر عن المحتوى.
- ابق متيقّظًا لإلهاماتك طالبًا نعمة التمييز حتى تحدد وتدرك ما يأتي منه أو من مصادر أخرى.
- كرس وقتًا أكثر فأكثر للصلاة والتأمل والسجود وممارسة الأسرار.
- لا تسمح لنفسك أبدًا بأن تتأثر بتيارات فكر العالم.
- انسَ من أنت وما تفعله أو تملكه حتى ترغب فقط في ما يريده الله.
- كن مستعدًّا دائمًا لأن تخسر صورتك وسمعتك وكل ما تملكه.
- كن مستعدًّا دائمًا للتخلّي عن أفكارك أو معتقداتك حتى تتقبّل أفكار ومعتقدات الله.
- عندما تصلي أو تسجد، ليكن هناك دائمًا لحظة طويلة تصمت فيها لتكون مصغيًا بالكامل إلى الله." (المجلد الثاني، رسالة ٣٥)
"يا صغيري، لقد بدأت للتو في اكتشاف ما ينتجه ويستطيع إنتاجه الروح القدس في داخلك عندما لديه حرية التصرف. فإنه يحصل على حرية التصرف هذه عندما تقبل أن تختفي حتى تعطيه المكان كلّه. إنك تعطيه المكان كله عندما ترغب في الحفاظ على علاقة حميمة وثيقة معي ولا تكون منشغلًا بأمورك." (المجلد الثاني، رسالة ٤٠)
"يا صغيري، انزل دائمًا بعمق أكثر إلى ذاتك لتدخل في حميمية أكبر معي. لا تنشغل بأفكار العالم، حتى لو كانت تتعلق بأشخاص قديسين قد أوكل الآب إليهم مهمّة أو أكثر.
تذكر أن أمرًا واحدًا فقط يهمُّ: وهو الحميمية التي تجمعنا، وهي هذه الحميمية التي تقودك إلى حيث يريدك الآب أن تكون وتسمح له بإنجاز الرسالة التي يريد أن يحققها من خلالك.
تأمل في هذا التعليم حتى يكون مندمجًا فيك جيدًا؛ إنه مهم جدًّا، أكثر مما تعتقد." (المجلد الثاني، رسالة ٤٨)
"تذكر ذلك: إن الانشغالات لا تأتي مني." (المجلد الثاني، رسالة ٩٠)
"أما بالنسبة لانشغالك بمعرفة وفهم ما يحدث على كوكب الأرض في الوقت الحالي، فهو أمر ثانوي للغاية مقارنة بما يحدث في داخلك اليوم. سواء كان الأمر جيدًا أو سيئًا، لا تسمح لنفسك بالتشتت بما هو ثانوي وبما يمنعك من الاستفادة مما هو أساسي.
فالأساسي هو ما يحدث في داخلك بتقبل الحب بعد الاعتراف بصغرك وإعطاء موافقتك." (المجلد الثالث، رسالة ٢٦)
"في ما يخص الحالة التي تشغلك في هذا الوقت، بوضعها بين يدي الآب، ليس عليك أن تنشغل بها بعد الآن لأن الحل سوف يأتي منه؛ لكن هذا لا يعني أنك معفيّ من أن تقوم بالخطوات التي تُلهَم إليك، إن كان من أجل التقدم نحو الحل أو لمناداة الأشخاص الذين سيساعدونك لحل هذه المشكلة. قد تتساءل لماذا يجب مناداة أشخاص آخرين بما أنه على الحلّ أن يأتي من الآب. إن الإجابة بسيطة. لقد وزع الآب عطاياه ومواهبه (المعرفة والحكمة) لعدد كبير من الأشخاص، وفي مخططه للحب، يريد أن يمر من خلال الأشخاص ليحقق مخططه، مثلما يمر الآن من خلالك للقراءة ومن أجل الوصول إلى العديد من القلوب.
أنت سلّمتَه هذه الحالة وإنك تناديه لكي يرشدك وتتصرف وأنت متأكد من أنه هو مَن يقودك في ما عليك أن تنجزه أو أن توكله إلى آخرين. فهناك عبور أساسي كبير على مستوى الثقة؛ بدلًا من إعطائها إلى أشخاص، إنها تُعطى بالكامل إلى الله الذي يمر من خلال الأشخاص. إنها هذه الثقة التي تسمح لله بالتصرف من خلال الأشخاص.
وعندما يتم حل المشكلة، تذكر أن تمجد الله وحده، شاكرًا الأشخاص الذين كانوا أدوات بين يدي الرب لكي يعملوا بحسب مخططه." (المجلد الثالث، رسالة ٣٠)
"فقد سبق أن بدأت تشعر بهذه الحياة الجديدة التي تتشكل في داخلك. أنت مدعو إلى السماح لهذه الحياة الجديدة بأن تنمو فيك؛ يجب أن تكون قادرة على العيش في داخلك. ستعيش هذه الحياة:
- إذا اعترفت بصغرك؛
- إذا تقبّلتها ورغبت فيها وتوسّلتها من الآب بالموافقات الكاملة والنهائية وغير المشروطة؛
- إذا علمت أنك محبوب من الآب؛
- إذا قبلت أن تمضي الكثير من الوقت في حميمية مع إلهك؛
- إذا سلمت إليه باستمرار انشغالاتك ما إن تشعر بها؛
- إذا طلبت منه أنواره باستمرار؛
- إذا شكرته على كل الناس وكل شيء." (المجلد الثالث، رسالة ٤٩)
"عالمًا أنه الآب الذي يتصرف من خلالك، ليس عليك أن تنشغل بما سوف يحدث. بالنسبة لك، إن أمرًا واحدًا يبقى مهمًّا: أن تدع نفسك تتشرب حب الآب لكي تنشر حبه في القلوب حيثما تمر.
ومرة أخرى، إنه حبه الذي سيمر من خلالك وستكون شاهدًا على عمله. إن تقبّل حبه فيك هو ما هو أساسي بالنسبة لك. إنه أيضًا ما يعطي الآب الفرصة ليستخدمك حتى يفتح قلوبًا أخرى. طوبى لك لأن الأمر هكذا." (المجلد الثالث، رسالة ٦٧)
"باكتشاف ما أنجزتُه، تشعر أنت، يا من تشهد على عملي، برغبة كبيرة في استعادة السيطرة الكاملة، وبوضع هيكل وتنظيم لنفسك كي تستجيب لعملي.
إن كنتُ أنا من أخلق النشاط، ألستُ أنا أيضًا قادرًا على خلق التنظيم لكي أستجيب الطلب؟
وإن كنتُ أنا من أخلق التنظيم لكي أستجيب الطلب، ليس من الضروري أن تنشغل بالتنظيم.
ولكن عليك أن تعدّ قلبك لكي تتوقع كل شيء مني، بعد أن تكون قد طلبت مني كل شيء وقد أصغيت بانتباه:
- إلى إلهاماتي،
- إلى الأشخاص الذين أضعهم في طريقك
- وإلى الأحداث التي تصادفها.
أنا من أتولى كل شيء. طوبى لك لأنك تدَعني أرشدك وألهمك." (المجلد الثالث، رسالة ٩٥)
يسوع