مُستلهمة من رسائل يسوع في المجلدات من أجل سعادة خاصتي ومختاريّ. يسوع
إعداد غي فرومي دي روزني
يا صغيري العزيز،
يا صغيرتي العزيزة،
"يا صغيري، يا من تصبح الحب، ليس لديك ما تخشاه، فأمانك هو فيّ أنا، تحت حماية أمي القديسة؛ وكلّنا متّحدين مع قلب الآب في الروح القدس.
هذا هو أمانك الوحيد، وهنا العبور الكبير لك، يا من قمت بتكديس الخيرات. كل هذا الذي تم تأسيسه جيدًا في الماضي سوف يكون دون قيمة قريبًا جدًّا. عليك إذًا أن تضع كل ثقتك ورجائك وأمانك فيّ أنا الذي هو دائمًا معك وفي أعماق كيانك.
إن الوقت ينفد. كلما أتممت العبور بسرعة أكبر، أي كلما تخلّيت عن أماناتك الآتية من العالم لألا تأخذ إلا التي أقدمها لك، دخلتَ بسرعة أكبر إلى الفرح اليوبيلي وصرت الحب.
إني لا أقول لك أن تكف عن إدارة وإنجاز العمل اللازم؛ إنها الروابط التي يجب قطعها كلّيًّا. أريدك أن تعلم وتدير عالِمًا أن هذه الأمانات والممتلكات المادية هي دون أي قيمة، وأنها أمانات مزيّفة، وأنه ليس هناك إلا أمانة حقيقية واحدة: وهي التي أقدمها لك.
ضع كل الأمور بين يديّ لتقدمها لي، فتتخلص منها بالكامل، وتتحرر من قيودها، كي تستطيع أن ترى هذه الممتلكات والأمور التي تجلب لك الأمان بقيمتها الفعلية، التي ليست بشيء.
هذا هو أمانك الحقيقي، عقد التأمين الذي أقدمه لك دون أي استثناء، والذي أسألك أن تقدّمه للعالم أجمع." (المجلد الأول، رسالة ٣٨)
"في كل مرة تَسكنك مخاوف، ادخل إلى نفسك أكثر واذهب إلى أعماقك أكثر لتلتقي بي. بواسطة هذه اللقاءات، أنت تأتي لتستقي من حبي الذي يجلب لك السلام والفرح: هذا هو الأمان الحقيقي.
فقد اعتقدت كل حياتك أنه يمكن للممتلكات الخارجية أن تمنحك في داخلك أمانًا وسلامًا وفرحًا، لأنه هذا ما أنت تبحث عنه. لكني أنا أقول لك أن هذا غير صحيح؛ ما عليك إلا أن تنظر حولك لتقتنع بذلك.
إن السلام الذي ترغب به في ذاتك، لا يمكنك أن تجده إلا داخل ذاتك، ليس خارجها أبدًا، وهذا هو العبور الكبير الذي أُدخلك فيه الآن، بموافقتك.
إني أمسك بيدك، كما أمسكتُ بيد بطرس عندما جعله الخوف يغرق في البحر. إني أعدك بذلك: في كل مرة سيجعلك خوفك تغرق، اصرخ إليّ، وأنا سآخذك بيدك وسأحفظك بأمان." (المجلد الأول، رسالة ٣٩)
"إني أؤكّد حبي لك، وإخلاصي بإعطائك إياه. وأنت، بتقبّلك وقبولك له، تصبح الإنسان الأكثر امتلاءً على هذه الأرض. إن حبي يحتوي على كل ما أنت بحاجة إليه. لا يمكن أن ينقصك شيء.
أليس هذا هو أجمل وأهم الأمانات؟ فلماذا البحث عنه في الخارج؟ إنه دائمًا هنا، في داخلك وفي أعماقك.
وإن طريق الوصول إليه هو أسهل فأسهل بالنسبة لك، كما أنه أوسع فأوسع؛ ففي كل مرة، تذهب بعمق أكثر لتكتشف هناك كنوزًا جديدةً ستكون أكثر فأكثر عددًا وأكثر فأكثر جمالًا. إنه دائمًا فرح جديد لي عندما تكتشف واحدًا منها. فهي هناك لك وحدك، وإنها لا تنفد." (المجلد الأول، رسالة ٤١)
"إن الوقت ينفد. أنا وأمي القديسة، برفقة الملائكة القديسين وجميع قديسي وقديسات الفردوس، مع الروح القدس، وبإرشادات، أو بالأحرى، بطلبات الآب الملحّة، نستخدم ونخلق كافة أنواع الطرق الجديدة للوصول إلى جميع القلوب في العالم. فنحن نجعل أنفسنا متسوّلين كي نسكب حبنا. نستخدم بأقصى قدر ممكن الذين يدَعون الحب يسود عليهم. إننا نراكم على شفير الهاوية ونريد أن نستخدم جميع الوسائل المتاحة لنا لنخلّصكم.
إن كل الوسائل مسموحة لنا باستثناء التصرف دون موافقتكم، ومن هنا تأتي الحاجة الماسة إلى الحصول على موافقات بـ "نعم"، دائمًا موافقات وبجميع أشكالها، من أجل قطع كل الصلات والروابط التي ولّدها العدو حتى يجذبكم معه إلى عمق الهاوية.
نحن بحاجة إلى موافقتك لقطع كل من هذه الروابط العديدة. إننا بحاجة أيضًا إلى موافقتك كي نضعك بأمان في قلبينا الأقدسين.
على عكس العدو الذي لا يسعى إلا للربط، إن الحرية الكبيرة تسود دائمًا بالنسبة لنا. حتى القلب المحفوظ بأمان في قلبينا لديه الحرية الكاملة أن يخرج منهما. إنه يبقى هناك فقط لأنه حقًّا يريد ذلك. (المجلد الأول، رسالة ٤٥)
"إني أقول في أذنك: "وجّه نظرك نحوي، ففيّ أنا سوف تجد أمانك، وليس في الأشياء المادية، على عكس ما كنتَ تعتقده في أغلب الأحيان. إضافة إلى ذلك، سوف تكتشف فيّ الفرح والسلام والحب بكثرة."
آخذ تعبك وهمومك. فلأنك اعطيتني موافقتك وتعيد إعطائي إياها باستمرار، إن همومك تصبح همومي. وأنت، دع نفسك تُحَب، دع نفسك تمتلئ. كن مسبقًا في عطلة في قلبك." (المجلد الأول، رسالة ٥٧)
"والآن، إني أقطع عنك كل حاجاتك إلى الأمان في الأمور المادية، وتلك التي تبنيها على سمعتك وصورتك.
أنت تصبح الحب، وبتحوّلك إلى الحب، عليك أن تكون منفصلًا عن هذه الحاجات التي هي ذات طابع مؤقت، مثل سمعتك وصورتك وممتلكاتك المادية.
إن الرباط الجميل الوحيد الذي يجب أن يبقى ويترسخ هو ذات طابع روحي؛ إنها العلاقة التي توحّدك مع الآب من خلال قلبي وقلب أمي القديسة، والتي أنشأها الروح القدس.
كم أكون سعيدًا عندما تسلم لي شقاءك وعدم أمانك. في كل مرة، يتم تقديمهما إلى الآب الذي يأتي بإصبعه الخالق فيقطع الروابط ويتمم خَلقه فيك بمنحك جمالِك الأصلي. إنها خطوة إضافية على الطريق الذي نسلكه معًا والذي يقودك نحو الحب.
تقبل دفق النعم والحب الذي يسكبه الآب فيك الآن. تقبّله كله بالكامل؛ وستجد فيه الأمان الذي تبحث عنه. ومهما يطلب منك الآب، سوف تجد فيه فرحك وسلامك وحب كثير. هذا هو العبور الكبير: ترك أمانات العالم لتتمسّك بأمانات الآب، وذلك بتحوّلك إلى الحب." (المجلد الأول، رسالة ٧٢)
"يا صغيري، دع نفسك تُحَب. ليس لديك ما تخشاه لأنني قلت لك أنك وجدت نعمة في عينيّ. إني أتولى كل أمورِك وهمومك. أجعلها أموري وهمومي لأنك أعطيتني كل شيء وأعطيتني موافقتك الكاملة وغير المشروطة.
لا تنس أبدًا أنني إله المستحيل. فقط لأنني أسلك طريقًا مختلفًا لك لا يعني أنني لا أقودك إلى المكان الصحيح. وذلك بكل بساطة لأن رسالتك مختلفة. بتقبّلك حبي، تصبح الحب. وهنا يكمن الأمان التي تبحث عنه، وليس في مكان آخر. لا تخف، دع نفسك تصير الحب." (المجلد الأول، رسالة ٧٥)
"تذكر أن السماوات مفتوحة الآن. لذلك، إن الألم وعدم الأمان اللذين يعيشهما الناس على الأرض الآن يساهمان في انفتاح العديد من القلوب التي كانت مغلقة في السابق. إذًا كن واثقًا. تصرف كإنسان إيمان وضَع كل شيء بين يدي الآب. لا تتساءل في نفسك، اقبل أن تكون محبوبًا وهكذا تصبح الحب." (المجلد الأول، رسالة ٨٨)
"يا صغيري، أقول لك ذلك مرة أخرى: ليس لديك ما تخشاه لأنك وجدت نعمة في عيني. أنت على الطريق الذي يقودك إلى الأمان الذي يأتي من حبي لك.
قبل أن تتمكن من عيش هذا الأمان الجديد الذي يُبنى في داخلك، عليك أن تتخلّى عن الأمور الأخرى التي تجلب لك الأمان. هذه هي المعركة الكبيرة التي تعيشها الآن. اسلك على الدوام الطريق الصغير لكيانك الداخلي واستمر بتسليم عجزك لي، لأنك قريبًا جدًّا، سوف تكون شاهدًا على الأمان الكبير الذي سيُقيم في داخلك والذي سيكون أساسه: الحب. في النهاية، اقبل أن تكون محبوبًا مني أنا، إلهك. فإن أمانك الحقيقي هو هنا، وليس في مكان آخر." (المجلد الأول، رسالة ٩٧)
"إنك تعلم أن الآب لا ينتزع أبدًا نعمه ومحبته، بل أنه على عكس ذلك، يعطي أكثر فأكثر منها، فكيف تجرؤ على الانشغال أو القلق بشأن المستقبل، وأنت مطمئن أنك تمتلئ أكثر فأكثر من الداخل، بغض النظر عن المظاهر أو ما سيكون عليك أن تعيشه في الخارج؟
إضافةً إلى ذلك، بكونك عالمًا ومختبرًا أن ما هو مهم وأساسي هو ما تعيشه في الداخل وليس ما يحدث في الخارج. وعالمًا أنك تصبح الحب، لم يعد عليك أن تقلق أو تنشغل بشأن أي شيء. إن أمانك الحقيقي هو هنا، وليس في مكان آخر. طوبى لك لأنك اكتشفته وآمنت به وتمسّكت به وعشته بالكامل." (المجلد الأول، رسالة ٢١٩)
"يا صغيري، تعال لأحتضنك بين ذراعي. أنا أمانك.
تقبل مشاعر عدم الأمان التي تسكنك في هذا الوقت؛ فهي ضرورية لك لتحفظك في التواضع والاستسلام الكلي بين يدي.
لقد أعطيتَ موافقاتك على أن تدع الآب يرشدك، والآن عليك أن تعطي موافقاتك على عيش مشاعر عدم الأمان هذه التي هي ضرورية لك حتى لا تضع أي عائق أمام مشيئته.
في نفس الوقت الذي تتقبل فيه مشاعر عدم الأمان، تقبّل حبه، لأن الحب الذي يجتاحك في هذا الوقت هو أقوى من مشاعر عدم الأمان هذه، وهو الذي يطردها. وفي نفس الوقت الذي يطردها فيه، يجعلك تقوم بخطوة إضافية في هذا العبور الكبير الذي يقودك نحو الحب. إذًا خذ الوقت الكافي حتى تُدمج في داخلك جيدًا الحب الذي يسكنك، وهكذا تصبح الحب." (المجلد الثاني، رسالة ١٣)
"إنك تشبه فرخًا صغيرًا مريضًا ذا أجنحة مكسورة. إنه آمن في العش ودافئ تحت أجنحة أمه، لكنه هش جدًّا في الخارج عندما يكون عليه أن يأخذ مكانًا بين الآخرين. تحت أجنحة أمه، إنه يستعيد قواه وقريبًا جدًّا، سوف يصبح قويًّا بما فيه الكفاية في الداخل حتى يعيش في الخارج.
وبما أنك تعيش تحوّل كيانك حتى تصير الحب، فإن هذا الكيان الجديد يكتسب قوّته في داخلك بواسطة لحظات حميمة طويلة معي؛ وعندها، ستستطيع أن تواجه المشاكل الخارجية وأنت في حالة فرح يوبيلي عظيم." (المجلد الثاني، رسالة ٢٢)
"تذكر أنك تستطيع أن تكتشف حدودك وضعفك وعجزك من خلال الصعوبات والآلام. فهذا ما يحفظك في صغرك ويجبرك على أن تتوقع كل شيء من الآب.
لقد عملتَ طوال حياتك وأنت تضع أمانك في الممتلكات المادية وتعيش في بيئة تُعتَبَر فيها الممتلكات المادية قيّمة جدًّا. لذلك، في العبور الكبير الذي يطلب منك الآب القيام به، عليك أن تضع ثقتك به، كل ثقتك به.
فالمعركة في داخلك كبيرة، وهناك أيضًا تتم اختياراتك.
لا تخف من إعطاء الآب كل ثقتك. لقد أعطَيتَه موافقاتك بـ "نعم"، فعلى الروابط أن تُقطَع الواحد تلو الآخر. إنها عملية طويلة لا تجري دون ألم.
من أجل هذا العبور الكبير، العاصف والمؤلم أحيانًا، لقد وضع الآب إلى جانبك ملائكة عديدة، وإن القديسين والقديسات مستعدّون لمساعدتك لكي يدعموك في الإيمان من أجل الوصول بسلامة. إذًا، مثل طفل صغير، تعلم أن تدع نفسك تُرشَد. استمر في التقدم في الإيمان النقي، فهذا هو الطريق الذي اختاره الآب لك، وهو الطريق الذي يقودك نحو الحب." (المجلد الثاني، رسالة ٢٣)
"إن الدعم الذي ترغب فيه من الأشخاص الذين كانوا أدوات بين يدي الرب لجعلك تنمو في الإيمان هو أمر طبيعي بالنسبة لشخص على المستوى البشري.
أما على المستوى الإلهي، فهذا الدعم ليس ضروريًّا. ستكشف لك هذه الحاجة البشرية عن الروابط التي وضعتَها لنفسك لكي تتأكد من أنك مُرشَد بشكل جيد. حتى وإن كانت هذه الروابط موجهة نحو أناس قديسين وقد سمحَت لك بالتقدم على مستوى الإيمان وبجعلك تشعر بالأمان، يأتي وقت يجب فيه أن تُقطع.
عليك أن توافق على هذا القطع الذي يجعلك تشعر وكأنك تسقط في الفراغ. فإنه مجرد انطباع ضروري حتى تكتشف حريتك الكبيرة كابن لله، وأنت لا تزال مطعّمًا على قلب الثالوث الأقدس ووحدة القديسين، ومرافقًا من الملائكة القديسين.
فكيف يمكنك أن تكون في خدمة الآب بالكامل إن كنتَ مُلزمًا بالحصول على تأكيد لما يطلبه منك بالنسبة لشخص معيّن بدل أن تتقبّل المرشِدين الذين يضعهم في طريقك من أجل رسالتك الخاصة؟
لكي أساعدك على فهم ما تعيشه الآن، تذكر النسر الصغير الذي يجد نفسه في الخلاء، خارج العش، بعد أن تكون قد ألقت به أمه هناك. إنها كارثةٌ بالنسبة له، لكنها الطريقةُ المناسبة الوحيدة حتى يتعلم الطيران بنفسه.
وكذلك بالنسبة لك الآن: حتى وإن كانت هذه الروابط مفيدة ومُطمئنة بالنسبة لك كما كان العش بالنسبة للنسر الصغير، سيأتي وقت يجب فيه ترك العش لتعلم الطيران. وأنت، يجب عليك أن تقطع هذه الروابط الجيدة لتتمم رسالتك. إن الآب لا يتركك وحدك." (المجلد الثاني، رسالة ٦٢)
"لا تخف: أريد أن أؤكد لك أنك حقًّا مختار من أجل رسالة كبيرة وجميلة.
إن الإجابة على الأسئلة التي تطرحها في نفسك بشأن إمكانية تحقيق هذه الرسالة ومتى هي بين يديك: هي من خلال موافقاتك ونوعية موافقاتك.
حتى تكون الموافقات ذات نوعية جيدة، هناك إجابات بـ "كلا" يجب إعطاؤها لكل ما لا يتوافق مع الموافقات. إن الموافقة على أن تعيش على مستوى قلبك لا يمكن أن يتم عيشها بالكامل إن لم يكن هناك إجابات بـ "كلا" يجب إعطاؤها للأمان الذي رجوتَه وما زلت ترجوه، أي المكانة الأولى التي أعطيتَها لعقلك ولقدراتك. هذه هي المعركة الكبيرة التي تعيشها الآن. بنفسك، أنت عاجز على تحقيق هذا التحول؛ فالآب ينتظر موافقتك قبل أن يتصرف." (المجلد الثاني، رسالة ٨١)
"أرجوك، توقّف عن النظر إلى نفسك وإلى شقائك وإلى السوء الذي يحدث من حولك. ارفع رأسك.
آمن بعودتي العظيمة. آمن بحب الآب. آمن بعمل الروح القدس.
تحوّل إلى متلقّ لحبي. تحوّل إلى شاهد حقيقي على حبي. تحوّل إلى ناقل لحبي.
كن في حالة الأمان التي يشعر بها الطفل الصغير بين ذراعي أمه أو أبيه. كن نورًا في عالم من الظلمات. كن كائن سلام وفرح وحب." (المجلد الثاني، رسالة ١١١)
"نعم، هناك مخاطر، هناك دائمًا مخاطر في القيام بمشيئة أبينا. انظر إلى المخاطر التي كان عليّ أن أواجهها من أجل إتمام مشيئته. هنا تتم ممارسة اختيارك الحر: فإما أن تختار الأمان الذي يستطيع العالم أن يمنحك إياه، أو أمان حضوري فيك ومعك.
يعود الأمر لك بالنسبة لإعطاء الإجابة. وأنا لن أنتزع حبي منك أبدًا. إن قلبي يلتهب حبًّا بك. اقترب مني أكثر. إني بحاجة إليك. أريد أن أملأك وأن أعطيك الأمان الذي تبحث عنه." (المجلد الثالث، رسالة ٧)
"كلما كانت الرسالة كبيرة ومهمة، تم التحقق من خلال الانزعاجات الكبرى. وخلال هذه الاضطرابات والانزعاجات، تجد نفسك بين خيارَين: فإما أن تبقى متعلّقًا بطريقتك في التصرف والتفكير وبترفيهك وراحتك، أو أن تعطيني موافقتك الكاملة والنهائية وغير المشروطة (ما يلزمك أن تترك جميع الأمور التي تجلب لك الأمان لكي تغوص في الفراغ حتى تكون مُرشَدًا مني بالكامل وفي طاعة إلى خدمتي)." (المجلد الثالث، رسالة ٤١)
"حتى تتمكن من أن تستفيد من الغنى الكبير الذي أودعه الآب في قلبك، عليك أن تتخلّى عن التعلّق بما هو مرتّب في عقلك.
هل توافق على أن تترك وتسلم بين يدي الآب تلك الأحمال التي تراكمت لديك على مر السنين والتي بنيتَ عليها أمانك، لكي تأخذ تلك التي أقدمها لك اليوم والتي هي على مستوى قلبك؟
ليس لديك ما تخشاه. إن أمي القديسة تأخذك بين ذراعيها لتهدهدك، وذلك من أجل أن تستعيد قلب الطفل؛ فيُشفى بحب الآب الذي يريد أن يسكب ذاته فيك، إذا سمحت له بالدخول.
لقد جنّد الآب للتو جيشًا من الملائكة من أجلك فقط، لمرافقتك في هذا العبور العظيم الذي يقودك إلى الحب. إذًا لا تلعب دور الكبير بعد الآن. اقبل أن تكون صغيرًا وستشعر بحب الآب أكثر فأكثر." (المجلد الثالث، رسالة ٥٨)
"طوبى لك لأنك اكتشفت كيف يمكنك أن تكون مُرشَدًا باستمرار حتى تعيش تحت الإلهام المستمر من الآب. بهذه الطريقة تحصل على الأمان الحقيقي والحرية الكبيرة اللذين يمنحهما الآب لأبنائه." (المجلد الثالث، رسالة ٨٩)
يسوع